0
كلام مؤثر عن بر الوالدين

الأم....(بر الوالدين)..


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسوله الكريم

ولدي الحبيب..

لم إخالك يوما أن تذهبَ بعيدًا عني، أن تتركني ألتاع في شوق لقياك، تركتني وأنا لك محتاجة، أريدك أن تقف معي في شيبتي..

تتركني وحيدة بعد أن علمتك كيف تمشي..

كنت تسقط وأنا أعيدك لكي تمشي..

لكي ترى النور إلى هذه الدنيا العمياء...

سقطت مرات وكرات..

أعدتك مرات وكرات..

جعلتك تبصر خطوط الحياة العرجاء في طفولتك لكي تقيمها في شبابك، وعلمتك في شبابك قيمة الحياة لكي لا تضيعها.. ولكنك ها أنت ذا يا حبيبي تكسر كل القوانين... تركل أحاسيسي ككرة القدم... إلى جهة لا تعنيك ولا تعنيني ..

تركت أرضا سقتك في طفولتك ..

تركت أما... بكت لبكائك...

وضحكت لضحكك..

علمتك الإبتسامة ..

فكيف تجازيها بالبكاء؟؟

وكيف تجازي أرضا بهجرتك بعد أن احتوتك بحنانها..

تركت أرض العفة والوفاء..

وهاجرت إلى أرض العهر والفساد...

أصدقني يا ولدي الحبيب..

هل وجدت السكون والإطمئنان؟

هل وجدت الحنان؟

هل تجد نفحات القرآن؟

هل وهل وهل؟؟

كل الحب سوى حب الأم كذب ومراء..

وإن لفقوا لك الناس حب غانية ... فهو افتراء..

يهجرك أقرب الناس إليك..

يتركك بنيك...

تبقى الأم منتظرة ..

تنتظرك...

على أحر من الجمر..

فهي الوحيدة التي تخاف عليك..

تجزع لك...

تدلك حين تتيه في متاهات الحياة ..

فقدّر يا بنيّ حبي..

وارجع إلى حناني وعاطفتي..

ما زلت أنتظرك..

وسأنتظرك حتى آخر شعاع من الأمل...

------------------------------------------

كل منا يعرف فضل والديه عليه، وكيف أن الشرع قد أمرنا ببرهما، وتقديمها في كل صغيرة وكبيرة، فهل يا ترى نعطيهما حقهما أم قد هجرناهما.. وعصينا الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم قبلهما؟

لا زال السلف خير مثال وقدوة لنا، حيث عرفوا فضل الوالدين فتجنبوا العصيان، وعاملوهم برفق وإحسان، قطعوا مسافات البر، فنالوا من الله درجات الرضوان..

تعالوا فلننظر إلى صور من سلف هذه الأمة وبرهما لأبويهما، ونقارنهم بما نفعله مع والدينا..

ففي [بر الوالدين لابن الجوزي رحمه الله ص 52] أن أبرّ هذه الأمة بأمهما رجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(1) عثمان بن عفان.

(2) حارثة بن النعمان، رضي الله عنهما.

فأما عثمان؛ فإنه قال: ما قدرت أن أتأمل أمي منذ أسلمت, وأما حارثة؛ فإنه كان يفلي رأس أمه، ويطعمها بيده، ولم يستفهمها كلاما قط تأمر به، حتى يسأل من عندها بعد أن يخرج: ما أرادت أمي؟!

وفي [بر الوالدين للطرطوشي ص 66] أن حيوة بن شريح –وهو أحد أئمة المسلمين- يقعد في حلقته يعلم الناس، فتقول له أمه: قم يا حيوة، فألق الشعير للدجاج، فيقوم ويترك المجلس، ويفعل ما أمرته أمه.

وفي [صفوة الصفوة 1/822] عن محمد بن سيرين قال: بلغت النخلة في عهد عثمان بن عفان ألف درهم، فعمد أسامة إلى نخلة فعقرها فأخرج جمارها فأطعم أمه، فقالوا له: ما يحملك على هذا وأنت ترى النخلة قد بلغت ألف درهم؟ قال: إن أمي سألتنيه، ولا تسألني شيئا أقدر عليه إلا أعطيتها.

وفي [مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ص 168] عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان إذا أراد أن يخرج من بيته وقف على باب أمه فقال: السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك السلام يا ولدي ورحمة الله وبركاته. فيقول: رحمكِ الله كما ربيتني صغيرًا. فتقول: رحمك الله كما بررتني كبيرًا. وإذا أراد أن يدخل صنع مثل ذلك.

وفي [بر الوالدين للطرطوشي ص 65] قال بعض العلماء:

من وقّر أباه طال عمره، ومن وقّر أمّه رأى ما يسرّه، ومن أحدّ النظر إلى والديه عقّهما.

فقارنوا أيها الأحبة ما نحن فيه من عصيان، وما كان عليه السلف من إحسان، أسأل الله أن يوفقنا جميعا للبر بوالدينا وأن يجنبنا غضبهما ويهدينا إلى رضاهما.. آمين.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الأخبار

الحديث والدعاء

 
تعريب وتطوير الـــــجـــزار
مدونة الجزار © 2013 | عودة الى الاعلى
Designed by AL gazar