0
بعد أن نسي (العُشرة) انهيـــــــار مملكة (الفـــــــــول)

انهيـــــــار مملكة (الفـــــــــول)

جنسيته مصرية، ولا يغيب من بيت من بيوت جنوب الوادي (السودان)، ولا دخل له في التكامل بين مصر والسودان لا هو الممثل القدير إبراهيم خان، ولكنه فرض مكانته عنوة في بيوت الغلابة والمترفين، ويتوسط في كثير من الأحيان (الصينية)، وغالبا ما يكون هو العنصر الوحيد والأساسي في المائدة السودانية انه الفول المصري. أو كما يحلو لكثير من الناس تسميته بـــــ(حبيب الشعب)، ففي الآونة الأخيرة ومع ارتفاع موجة الأسعار التي طالت كل السلع كان من الطبيعي أن ترفع (قدرة) الفول (سعرها)، وتصبح مثل رائعة وردي (جميلة ومستحيلة). التقت "السوداني" بمجموعة من المواطنين وعدد من التجار، فماذا قالوا عن الموضوع؟
(1)
يقول حسن عثمان "المهندس الكهربائي" إنه حارب الكثير من السلع بسبب ارتفاع أسعارها إلا الفول فلم يستطع محاربته لأنه يعتبر من أساسيات البيت السوداني، فقد أصبح مثل الماء والهواء بالنسبة له، لذلك لا بد من تناوله، ويضيف حسن: كنا نشتري الفول في اليوم مرتين في الفطور والعشاء أما الآن فأصبحنا نتناوله في وجبة الفطور فقط، وحتى الإفطار (نشايله) بسلطة، لتزيد لنا كمية الفول، لأنه كان قبل الزيادة معقولا، فشراء فول بجنيه كان يكفي أسرتنا. أما الآن فشراء فول بـ(4) جنيهات لا يكفي أسرة صغيرة، حتى إذا كانت تتكون من ثلاثة أشخاص، (ولكن برغم هذا الغلاء ما بنخليهو ولو أسعارو حصلت السماء لأنه مننا وفينا وهو حبيبنا رغم أنو اتعالى علينا).
(2)
بينما يقول العريس محمد عبد العظيم إنه قرر في زواجه أن يكون الفطور عبارة عن (كوكتيلات) للمعازيم بدلا من الصينية  لأن الصينية بها الفول (الغالي). ونحن السودانيين نتناول الفول المصري بشراهة ولا سيما في المناسبات، والفول في هذه الفترة ارتفعت أسعاره ولكن برغم ارتفاع أسعاره فلا بد من تناوله لأنه يعتبر عند كثير من السودانيين وجبة أساسية في كل بيت سوداني، ويضيف محمد أنه في الأيام الأولى في شهر العسل كان يطلب الفول بصورة غير عادية ما جعل زوجته تسأله بسخرية: انت عريس بتاكل فول بعد ما نرجع من شهر العسل يعني حتأكلنا شنو؟
(3)
وشكا تاجر الفول محمد صالح عبد الرحمن من ارتفاع أسعار الفول الذي أوقف حركة البيع والشراء ويضيف محمد أن فول السليم يعتبر من أجود أنواع الفول وأنه دايما تتزايد طلباته من أصحاب الطبقة العليا، فهذا الفول كان يباع ربعه بـ(25)جنيها، أما بعد ارتفاع الأسعار فأصبح يباع بـ(50) أما الفول الحبشي فكان ربعه يباع (12) جنيها أما الآن فأصبح بــ(28) جنيها، وفول العقبات ارتفع سعره أكثر من اللازم لذلك كان من الطبيعي أن تقل نسبة شراء الفول من قبل المواطنين والتجار.
(4)
ويقول أحمد عثمان علي صاحب دكان: في الفترة الأخيرة التي ارتفعت فيها كل السلع  لم يحتج المواطنون في ارتفاع الأسعار ولكن عندما ارتفع سعر الفول احتجوا بشدة وبصورة جنونية. ويضيف: كنت زمان أبيع أربع (كمشات فول بخمسين قرشا)، أما بعد ارتفاع سعر الفول فأصبحت أبيع (كمشتين بجنيه) مما جعل زبائني يحتجون ، وبعضهم ترك الفول واتجه لشراء (موية الفول). لذلك أنا أعمل فولا أغلبه (موية). وجل زبائني  أصبحوا يشترون موية الفول، ويتركون الفول في القدرة ما جعلني أزيد الفول بـ(بليلة عدس).

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الأخبار

الحديث والدعاء

 
تعريب وتطوير الـــــجـــزار
مدونة الجزار © 2013 | عودة الى الاعلى
Designed by AL gazar